الألعاب البلاستيكية.. مركباتها مسرطنة ورصاصها يسمم الدم
الألعاب البلاستيكية.. مركباتها مسرطنة ورصاصها يسمم الدم الصحة والسلامة ليست فقط الغذاء، وإنما تتعداها الى امور عديدة أهمها ما
يتعلق بصلب الحياة اليومية لأطفالنا، أي ألعابهم وعالمهم الذي يهربون إليه
من عالم الكبار، ليرسموا أحلامهم الصغيرة البريئة، فترافقهم ألعابهم الى
أماكن نومهم وطعامهم.
والأمر لا يقتصر على الصغار، فللكبار حكايتهم،فلا يستطيع البعض أن ينكر اقتناءه لعبة أو أكثر لمحاولة للحنين الى طفولة مفقودة..
ويبقى السؤال ماذا نشتري وكيف وما هي الضمانة؟!!
أسئلة كثيراً ما نجد أجوبتها في عيون الأمهات والآباء الذين يقفون مطولاً
أمام واجهات المحال يسترقون النظر إلى أسعارها ويفكرون كم من الوقت سيدوم
عمرها؟ وماذا ستفيد طفلي؟ ومع الأسئلة التي تتراود في أذهان الأهل يبقى
إلحاح الأبناء وبكلمة واحدة أريد هذه وأريد تلك، وأمام الاحراج والخجل يجد
البعض أنه مضطر للرضوخ وشراء ألعاب لا تقنعهم ولا تناسب دخلهم ولا تفيد
أطفالهم، بل على العكس ربما تضرهم!! المهم أن تكون رخيصة الثمن...
لكن لو نفكر قليلاً أي ثمن غال يمكن أن ندفعه لقاء صحة طفل قد تتدهور وتصاب بالأذى مستقبلاً.
رقابة غير فعالة
نسمع في العديد من الدول عن ألعاب تسحب من هنا وهناك ونقرأ عن ألعاب صينية
سحبت بالجملة لاعتبارات صحيحة ومخاوف تتعلق بالسلامة، حتى في الولايات
المتحدة قرأنا عن ملايين الألعاب التي تم سحبها من الأسواق لتأثيراتها
الخطيرة ولمشكلاتها المتعلقة بالألوان والطلاء وما تحتويه من مادة الرصاص.
ولكن في بلادنا يبدو أن الأمور كلها بخير وعلى ما يرام كالعادة تماماً،
فلم نسمع مرة واحدة عن سحب أي منتج يتعلق بالأطفال أو بألعابهم بالرغم مما
تحتويه أسواقنا من ألعاب صينية وسواها، لا أحد يعلم إلا الله ما تحتويه من
أصبغة ومواد كيميائية.
فهل يكفي أن تقوم الجهات المعنية بدخول تلك المحال لإيهام الناس أنها
تراقب ما لايراقب!! وماذا بعد هذه الخطوة؟ هل فكرت تلك الجهات بسحب عينات
ومعرفة ما تحتويه ومدى ضررها، هذا من ناحية السلامة وماذا عن ناحية السعر؟
لاشك أن البعض سيقول ان الأسعار متفاوتة وهناك منافسة بين الباعة والتجار
ولكن يبدو أن المنافسة من يرفع السعر أكثر للأسف!!.
من يحمي الصغار؟
سمة المحال التي تبيع ألعاب الأطفال أن أسعارها تختلف من سوق لآخر ولكن
بشكل عام ما يجمعها ارتفاع الاسعار وخاصة تلك التي تمتلك امتيازات وتراخيص
وتتعلق برسوم كرتونية تظهر على الفضائيات، فهذه أسعارها تتعدى المنطق
بكثير، وطبعاً لا يملك الأهل من أمرهم شيئاً، فرغبات الصغار لا تقاوم ولكن
هل تحمل لهم السلامة والأمان، بالتأكيد ما يهم الأطفال أنهم من خلال
ألعابهم يستكشفون محيطهم ولذلك تبقى بين أيديهم لا تفارقهم وهنا تكمن
الخطورة، خاصة أننا نسمع بقصص عديدة لأطفال وقعوا ضحية ألعابهم لأسباب
متنوعة، فقد تكون اللعبة عبارة عن قطع أو مكعبات صغيرة مفككة، يمكن أن
يقوم الطفل بابتلاعها ما يؤدي الى اختناقه، أو قد تكون مطلية بأصباغ
ومكونات سامة تنتقل الى جسده عن طريق الملامسة أو الفم، والأغرب أن الأهل
يعطون أطفالهم بطاريات ليلهوا بها، فيضعونها في فمهم، وهم بذلك يعطون
السموم القاتلة لأطفالهم عن طريق رصاص المادة السامة التي تتجمع في أنسجة
الجسم وتؤثر على الجملة العصبية وتعوق النمو، وتؤدي الى تراجع الذكاء
وسرعة الانفعال والتوتر والكسل والآلام العصبية والصداع والاقياء.
عنف وتوتر ومرض
عندما حذر الاستشاريون في طب الأطفال من خطورة التعامل مع ألعاب الأطفال
وعدم التهاون كانوا يدركون التأثيرات الخطيرة على الصغار وخاصة مادة
الرصاص المسممة للدم، ومن الطبيعي القول ان العالم العربي وبلادنا تنتشر
به مثل هذه الألعاب مع الفرق أن بعض البلدان العربية سحبت من أسواقها ما
يشتبه باحتوائه على مواد سامة ولكن في بلادنا لم نسمع عن ذلك أبداً،
والأمر لا يتوقف عند هذه النوعيات فهناك الألعاب المحشوة وذات الفراء
فتحتوي على مواد تسبب اصابة الأطفال بالربو والحساسية.
اضافة الى ذلك هناك ألعاب تصيب الأطفال وأهلهم بتوتر عصبي نتيجة ما تصدره
من أصوات مرتفعة تؤثر على السمع، وهذا كله ولم نتحدث بعد عن ظاهرة نشر
العنف والتي تتمثل بمسدسات ورشاشات وأسلحة قد تكون في معظمها مؤذية
ويتهافت عليها الصغار، فأية ثقافة نربي عليها أطفالنا؟
ما نود قوله ويجمع عليه الأهل أن الألعاب المتداولة في أسواقنا ذات نوعيات
لا تلبي حاجة الطفل ولا تنمي مداركه ووعيه وطبعاً مع أسعار مرتفعة.
كلور ورصاص
العلماء ذكروا أن الألعاب البلاستيكية قنبلة موقوتة نضعها بين أيدي
أطفالنا، لا نعلم متى تصيبهم وتضر بهم وكلامهم لم يكن كذباً أو عابراً،
فهل فكرنا يوماً من أية مواد تصنع الألعاب وما تأثيراتها؟
يقول المختصون أن مادة pvc المستخدمة في العالم منذ فترات طويلة تعد من
أكثر المنتجات البلاستيكية المستعملة في حياتنا وعلى الأخص في ألعاب
الأطفال، ويقولون ان خطورة هذه المادة تكمن في اضافة مواد أخرى عليها
لسهولة تشكيلها واكسابها المرونة وهذا ما يجعلها مادة ذات سمية عالية.
فالبلاستيك بشكل عام خطر وأخطره هذه المادة ويوجد بكثرة في أغلفة الأغذية
وأثاث البيوت ولعب الأطفال، وميزته الوحيدة أنه رخيص الثمن لكن مخاطره لا
تحصى، ومن الأسباب التي اعتبرها العلماء أن مادة pvc مضرة للناس والبيئة
أن صناعتها تحتاج الى الكلور ومادة أخرى لسهولة تشكيلها ومرونتها، ويضاف
الى ذلك مادة الرصاص.
باختصار هذا النوع من البلاستيك يطلق مواد سامة تعرف بالمركبات الكلورينية
وتسبب السرطانات والأمراض، كما ان العديد من الدراسات أجريت على هذا
البلاستيك لتحديد خطورته على الصحة العامة في أحد مصانع البلاستيك على
العاملين الذين تراوحت أعمارهم بين 19 ـ 57 عاماً فأكدت الدراسة وجود
مخاطر مختلفة منها التسمم الحاد أو المزمن والتعرض لمواد مسرطنة وتفاوت
الأعراض من صداع ودوار وأرق وعصبية زائدة واضطرابات هضمية وتنفسية وأمراض
كبد وأمراض جلدية وغيرها الكثير.
وبعد....
من يضمن للأهل أن ألعاب أطفالهم لا تحتوي لدائن تعتمد الكلورين والبلاستيك
المعاد تصنيعه والرصاص وغير ذلك من المواد السامة، وما العمل للقيام
برقابة حقيقية على ما هو مستورد وما يصنع من ألعاب لدينا؟
واذا كانت بعض المنتجات الغذائية تلتزم بوضع بطاقة البيان وما تحتويه
المادة فلماذا لا تعامل الألعاب بالمثل، خاصة ان الألعاب ترافق الأطفال
طيلة اليوم؟
أم أن الاستهتار سيبقى المسيطر وسنعود يوماً الى الألعاب التي تصنعها الجدات من خشب وقماش؟
على كل حال هي صرخة تحذير من كل أب وأم وطفل لمتابعة الموضوع وإعلامنا ما تحتويه أسواقنا بالرغم من أن الواقع لا يبشر بالخير